سأخبئ حزني في صدر الذاكرة .. وأروي كتف النسيان بوجعٍ تكاثف في عيني .. سأعتزل الحياة وأحترف الموت .. السأم يجتاح المنافي والأوطان موصدة .. لا السماء هي السماء .. لم أعد أبصر فيها النور .. حتى شعاع الشمس صار يزيدها عتمة .. وماعادت الأرضُ الأرضَ .. ترمي قدميّ نحو المجهول .. قدميّ فقط .. جميعهم يعبرون إلا أنا .. إنها تُنبِتُ لهم الورد وتقذف بالشوك في طريقي وتغرس في دربي العزلة .!
والمطر .. هذه الرحمة التي تتخلل أصابع العذاب .. لطالما عشقتُ الوقوف في ظله , وحده يغسلني من الذكريات ويجفف قطرات الألم الجارية على جسدي .. كانت قطرة منه تشفي
عمراً بأكمله ...والفاجعة .. أن المطر لم يعد المطر .. الغيم يوشوش لي بقرب الظلام ويوحي لي بالحزن , والفقد .. حتى المطر أصبح حيلة تحتال بها عيني , تدس روحها بين ثوبه .. أترقبه لترقص قدمي ويتبلل ثوبي .. أخفي صوتي بين الرعد ويختلط بين حبات المطر حزني ..!
وأنت لم تعد أنت .. فلا قلبك يحتويني كما كان .. ولا عاد جفناك يضماني بذات الأمان الذي أعرفه .. ذراعاك ال اعتادتا احتضاني كلما حزبني قلق .. أو اشتعل بي غضب .. أصبحتا باردتين .. بلا ملامح .. بلا مبالاة ..!
وأنا لم أعد أنا .. روحي لم تعد بذات الصلابة التي عهدتها , قلبي تبدل بقطعة صلبة لو أغمدتَ في وسطها خنجراً مااختلف عليها الكثير .. ورغم ماحلّ بروحي من صدع وتهالك ورغم الحجارة التي تستقر بين أضلعي أستغربُ .. لمَ لاأزال أشعر بالألم ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق