الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

~


لم نكن أول الغارقين في بحر الحب , ولن نكون بلاشك آخرهم , ولكن ما جعلنا متفردين حد اللاتصديق أننا وسمنا على جسد حبنا وشم الصدق ونفخنا فيه من روح الخلود , لذلك جاءت كل الأقدار ضد هذا الحب الصغير , الذي ولد في العلن و كبر في الخفاء .. كنا بحاجة لإخفائه وإقناع الآخرين بأنه مات في يوم ولادته , فلم يكد يشعر بالحياة حتى نفي منها .. كان بكاؤه ساعة ولادته الصوت الوحيد الذي سمعه له الآخرون .. بعده أصبح يتقن الصمت فيتحدث ويصرخ ويبكي وينتحب في صمت .. لذلك أَكبرته في
في عيني لما تهاوى في أعينهم ..!
لماذا يخون الحب الصادقين ؟ لماذا يكون مخلصاً للغرباء الذين يعيشون تحت سقفٍ واحد وروح كل منهم تسبح في ملكوت ؟ لماذا يعطي العابثين كل مالايحتاجونه ؟ إنه يمنحهم الصفاء واللقاء والحياة .. بينما نحن الصادقين لانفتأ نتمرغ في حضن الموت , نتقلب بين كفي عذابٍ أليم .. الشياطين تترصد حضورنا فتتلبسنا بشكٍ يقطّعُ بنا السبل ولايهنأون حتى يذرونا فرادا .. وكأنهم يوشكون ..!
أيها الغريب الصادق , الحبيب الذي لم تمنحه الحياة فرصة ليكون حبيباً كما ينبغي .. أو ربما كما أريد , لمَ لم تدفع سوءاً علمتَ أنه يحاك حول طفلنا ؟ هل خشيتهم إلى هذا الحد ؟ أم أنك ارتأيت في النفي الهادئ حلاً وحيداً تساير به رغباتهم .. وتخالف به روحك ؟ روحك ليست سيئة للحد الذي تسمح فيه لأطرافك بأن تكون طيعة لعصيهم فيحركونا كما يشاءون .. روحك التي أعرفها منذ طفولتي تملك أجنحة مااستطاع أبرع القناصة أن يخطف ريشة منها .. روحك التي أحببتها في مراهقتي تراني مثاليةً تتطلع لبلوغها .. لاتكترث بأمر حجارةٍ تزلّ عندها قدمك ولا بشظايا تتخطف بصرك فتمنعك عنها .. روحك التي رافقتُها إبان رشدي لها رأي واحد , لايثنيها عنه عزم ولا تحولها عنه شفاعة .. روحك التي أريدها أن تكون معي عندما أشيخ , روحٌ طاهرة .. مؤمنة بأن اختياراتها لم تكن عابثة .. تلك روحك التي عرفتْ , إلا إن كانتْ لديك روحٌ خفية مااستطعتُ رغم العمر الذي قضيناه معاً أن أعرفها , واستطعتَ بحيلة الرجال أن تقنعني بسواها .. إن كنتَ تملك الأخرى التي لاأعرف ,
 فعذراً أنا من ستختار المنفى , وأنا من سأحزم روحي في جسدي .. وقلبي سأطويه في قنينة بحر يأخذها الموج إلى كل العشاق الصادقين .. ينقل لهم عني : إن كنتَ ترى في أنثاك كل النساء فلاتسمح لأخرى أن تشاركك السرير , وإن رُسِمَتْ في عينيّ رجلكِ مملكة الرجال , كوني راهبةً عما سواه .. وإن كان الخيار موتٌ أو حياة دونه , فليكن الموتُ هو الاختيار , فالحياة دونه كذلك لولا أنها أشدُ إيلاماً ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق