الجمعة، 29 أكتوبر 2010

أعظم سجين في التاريخ | عائض القرني


أعظم سجين في التاريخ | عائض القرني

سورة يوسف من السور المكية , عدد آياتها 111 آية نزلت كاملة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!
 في كتاب تفسيري وتفصيلي يشرح السورة ويظهر تفاصيل القصة كاملة , مع ذكر اختلاف الروايات والإشارة إلى القريب من الصحة والبعيد عنه , فسر الدكتور عائض القرني جامعاً بين الصياغة السردية والأسلوب القصصي سورة يوسف عليه السلام بشرح ميسر ولغة تفهمها العقول على اختلاف درجاتها .. فسرها في 12 فصلاً , كل فصل يتناول جزء من الرواية العظيمة للطفل الذي بيع بثمنٍ بخس وأصبح بعد ذلك حاكماً لمصر .. وشتان بين

المرحلتين , وهيهات أن يحتمل بشرٌ مااحتمله نبي الله يوسف من الأذى في الفترة الفاصلة بينهما .. فمن غيابة جب إلى كيد امرأة إلى سجن لقي في كل منهم صنوف الأذى والابتلاء .. لذلك أصبحت قصته من أعظم القصص المستشهد بها على الصبر , والوعد بالفرج مهما اشتدت على ابن آدم الكُرَب ..!
قصة يوسف عليه السلام تحكي قصة صبرين وفرجين , لنؤمن أكثر بأنه " لايغلب عسرٌ يسرين ".. فهناك صبر يوسف على مكر إخوته وكيد امرأة العزيز وسنواتٍ قضاها في السجن , والصبر الآخر .. صبر أبيه نبي الله يعقوب عليهما السلام , إذا صبر على فراق قرة عينه يوسف مايقرب العشرين عاماً ( على آكد الروايات ) وبعد ذلك فراق ابنه الآخر بنيامين , فاشتد الحزن وعظم البلاء وابيضت العين واحدودب الظهر .!
جاء عن الإمام الحافظ ابن أبي الدنيا في كتابه الفرج بعد الشدة :
" حدثنا المثنى بن عبدالكريم , ثنا زافر بن سليمان , عن يحيى بن سالم بلغه أن ملك الموت استأذن ربه أن يسلم على يعقوب , فأذن له , فأتاه فسلم عليه , فقال له : بالذي خلقك قبضت روح يوسف ؟ قال : لا . قال : أفلا أعلمك كلمات لاتسأل الله شيئاً إلا أعطاك . قال : بلى . قال : قل : ياذا المعروف الذي لاينقطع أبداً , ولايحصيه غيره . قال : فما طلع الفجر حتى أوتي بقميص يوسف "
وجاء في ذلك قصص كثير عن صبر يعقوب على ماابتلاه الله به من حزن على فراق ابنه ولجوئه إلى الله سبحانه وتعالى حتى منّ عليه باللقاء واجتماع الشمل , لذلك قيل عن سورة يوسف :" من أتته مصيبة فقرأ سورة يوسف وجد منها من الفرج والرزق ماالله به عليم "

في هذا الكتاب العظيم على يسر قراءته , أورد القرني معلومات عظيمة وجوانب جميلة جداً من قصة يوسف عليه السلام , كان من بينها قول الشعبي : " يوسف قصته في القميص ، الآن القميص قدته ، وأتى إخوانه بقميصه ، وأتوا على قميصه بدم كذب ، وهناك شق قمصان ولما أصبح في مصر حاكمآ أرسل قميصه فهي ثلاثة قمصان ، هذا قميص التهمة وقميص الريبة وقميص النجاة والفلاح والنهاية والانتصار ، فقصته في قميصه عليه السلام " ..!

كانت خاتمة عائض القرني لكتابه " أعظم سجين في التاريخ " تسعون درساً وعبرة مستقاة / منتقاة من قصة يوسف عليه السلام .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق