قابل المسلمون تولي باراك أوباما الرئاسة الأمريكية بفرح وجل وغبطة خجلى وأملٍ متوارٍ تارة ومعلنٍ أخرى .. كل ذلك لأجل جذوره المسلمة التي حسبوا أنها ستثمر رئيساً [ أمريكياً ] يغير وجه السياسة الأمريكية الخارجية ونظرتها للإسلام والمسلمين .. بلغ بهم التفاؤل مبلغه حين بدأ خطابه للعالم الإسلامي في القاهرة ب" السلام عليكم " و " شكراً " والمعاني القرآنية التي تضمنتها كلمته .. وذلك أمر لايمكن حسابه للمسلمين أو اعتباره جذوة الأمل التي ستشعل انتصاراً لقضاياهم من قبل رئيس أقوى دولة في العالم .. وإنما يحسب لأوباما كسياسي بارع ومتحدث لبق يخاطب الناس على قدر عقولهم .. وبالفعل استطاع بكلماته تلك أن يحصل على تأييد واستبشار عربي إسلامي خصوصاً بعد الحنق والرفض الذي واجهوا به الرئيس السابق جورج بوش الابن ..!
في غمرة الفرح الإسلامي بالرئيس الجديد .. الأمريكي المسيحي ابن المسلم الأفريقي ظهرت صورته عند حائط المبكى .. وتناقلت وكالات الأنباء تصريحاته المواربة المؤيدة لإسرائيل .. فتراجع الأمل قليلاً وتسلل الشك في قدرات أوباما السياسية وإمكانية انتصاره للعرب وحل قضايا الشرق الأوسط المعلقة .. ويومٌ تلو آخر تكثر التصريحات وتتصعد الأزمات وتتوالى الخيبات في الرجل الذي منح جائزة نوبل للسلام وهو الذي لم يكمل سنته الأولى في البيت الأبيض .. وكانت نوبل هي الأخرى نوعاً من طمأنة العرب لرجل السلام المزعوم ..!
خلال تلك الفترة ( الأقل من سنة ) تغيرت النظرة ولم يعد لأوباما ذات البريق السابق ولا ألق الأمل الذي أغرى الطامحين بالفرح في وقت ماضٍ .. أما الآن وقبل أن يكمل [ أبوحسين ] سنتيه الأوليين عاد محاولاً بعث الأمل العربي بتهنئة بحلول شهر رمضان ومأدبة إفطار للمسلمين في البيت الأبيض وأهم من ذلك .. تصريحاته الأخيرة المثيرة بخصوص بناء مسجد بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي والتي جعلت 1 من 5 أمريكيين يشكك في ديانة أوباما فيما يؤكد بعضهم الآخر أن أوباما مسلم .. لم تقنعني هذه الاستطلاعات والآراء والنسب التي يرفعها الإعلام اليوم ويخفضها غداً .. فلستُ أراها إلا محاولة جديدة لأكل ( حلاوة ) بعقول العرب ومسكناً لآلامهم ومجدداً لآمالهم ليكسب إيمانهم به كرجل سلام , عله بذلك ينقذ مايمكن إنقاذه من صورته في أعينهم التي أفسدتها سياسته .. أو بشكل أدق سياسة النسخ الثلاث والأربعين السابقة ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق