جزء من الذوق مفقود ~

في سابقة للإعلام العربي .. نجح الزوجان القاصران ( إلا قليلا ) في نشر غسيلهما على شاشة قناة كل العرب وعلى مرأى ملايين المشاهدين في أنحاء العالم .. وذلك من خلال برنامج أو مسلسل ( أو مابعرف شو ) لكن المهم أنه مسخرة يستعرض فيه الزوجان حديثي العهد بالحياة , المشكلات الزوجية زاعمين أنهما بعرض أسرارهما وحياتهما الخاصة ( والتي لم تعد كذلك بعد هذه المسخرة الإعلامية ) يضعون أيديهم على الجرح ويعرضون اقتراحات العلاج والحل .. وكأن

الدنيا قد خلت من الاختصاصيين والمعالجين والمستشارين ومراكز التوجيه الأسري ولم يبقَ إلا ( هي وهو ) ليلجأ إليهما الأزواج ويستعينوا بهما في إيجاد الحلول .. ولا ننتقص من شأنهما حاشا وكلا , فأمي حفظها الله تقول دوماً " تلقى الدواء في ..... " .. ماعلينا .. ولكن منطقياً وواقعياً لا تحضر لي أشخاص في بداية تجربة وتقول بأنهما يقدمان حلولاً لأصحاب التجربة .. لا تعرض لي أحداث حياة واقعية نحسبها خاصة , بقبلاتها وأحضانها و( حركاتها ) وتريدني أن أتعلم منها دروساً حياتية ..!

في كل دورة تليفزيونية وكل موسم جديد نتوقع حضور برامج متميزة على الشاشات العربية , بأفكار مبتكرة غير مستنسخة كالعادة .. أو غبية ساذجة كالعادة الأخرى , ولكن الإعلام مستمر في إعدام ذائقة المشاهد ببرامج غير لائقة .. لايقبلها الذوق ولا الأخلاق ..  نحتاج فعلاً لبرامج تناقش ما يناقشه البرنامج الآنف الذكر ولكن بطريقة أكثر لباقة وأدب واحترام للمشاهد .. لا أدري ماهي مشكلة العقل العربي الذي حتى الآن لم ينتج برنامجاً مبتكراً ناجحاً .. حتى النجاحات التي تحققها بعض البرامج فهي إما برامج منقولة عن نسخها الأجنبية وإما ناجحة على مستوى الأزياء والغزل والتغنج الذي يجلب أكثر عدد من المشاهدين , وللأسف أن أعداد المشاهدين هي من تحكم نجاح الأعمال التليفزيونية , فيتوهمون النجاح وينسخون البرنامج لمواسم حتى تأتي سخافة جديدة تتجدد كذلك حتى تُستَهلك وتهلك كسابقتها ..!

*

فتنة الإعلام العربي بالكم , مااستطاعت صرف اهتمام المشاهد عن الكيف ..!