الجمعة، 20 أغسطس 2010

قراءة في " حياة في الإدارة "


أن تقرأ لتنتهي مستمتعاً فتلك غاية تلمسها في كثير من الكتب , ولكن أن تنتهي وشعور داخلك بأنك للتو تخرجت من مدرسة فذلك الذي لا تجده إلا في النادر من الكتب ..!
بإلحاحٍ من الفضول والرغبة في الاستزادة في المجال الإداري , وبإيعازٍ من علمٍ بتميز واقتدار اسمٍ ك" غازي القصيبي " , وإشارةٍ من بعض المهتمين .. اقتنيتُ كتاب " حياة في الإدارة " الذي حوى السيرة العملية لرجلٍ حمل لواء التغيير في زمن التقليدية .. استطاع أن يكسر كل القواعد ويطوع كل عصيّ بقدر استطاعته ليجعل من البلد مكاناً أفضل ..!
كانت الكلمات عدسات مكبرة لمراحل متواترة عاصرها الكاتب رحمه الله , كما أن الأسلوب السردي الذي لم يقطعه انتقالٌ من فصل لآخر ولا عناوين جانبية كان شيقاً وماتعاً بشكل مستغرب , فلو كنتَ تقرأ كتاباً بهكذا سرد لتسلل إليك قليلٌ من ملل ولكن الأسلوب المختلف والاستطراد الذي يبدأ من حيث انتهى الحديث السابق وال ينتهي من حيث بدأ يربك الملل ويبدد الشعور بالروتينية في القراءة ..!
كنتُ قد كتبت عند بداية قراءتي : " تريد أن تختبر قدرتك على الإنصات ؟ إذاً اقرأ حياة في الإدارة لغازي القصيبي " .. صدقاً تشعر بأنه يتحدث إليك راوياً الأحداث بسلاسة .. والنصائح المضمنة كل جزئية بما يربط المحتوى بعنوان الكتاب .. والتلقائية في كثير من المواضع ومشاركة القارئ في بعضها الآخر .. فهو حين يتطرق لموضوع سبقت الإشارة إليه , يضيء لك بكلمة لتذكرك بالسابق وتفهم ماأنت بصدد قراءته حالاً ..!
تحدث الغازي عن دراسته بكل مراحلها .. عمله بعد ذلك .. قليلٌ عن حياته الشخصية وكثيرٌ من الفضل لزوجته .. تنقلاته وتدرجه من منصبٍ لآخر بدءاً بلصق الصور على استمارات الطلاب وانتهاءً بالسفارة السعودية في لندن .!
"حياة في الإدارة " عشتُ فيه مع القصيبي لحظةً بلحظة مما زاد من حجم فجيعتي برحيله ..
" حياة في الإدارة " تخرجُ منه بدرسٍ عن إدارة الحياة ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق