أغلب حوادث الاعتداءات على السعوديين في الدول العربية إنما تكون بهدف السرقة .. فقبل بضعة أيام أُعلِن عن سرقة 6800 دولار من سعودي في إحدى الدول العربية و8000 دولار من آخر , هذا بخلاف مايحدث ولم ينشر .. وتحضرني مع قراءة هذه الأخبار المثل المصري : " المال السايب يعلم الناس السرقة " .. وعندنا السعوديين فالمال السايب لزوم برستيج وضرورة يفرضها المظهر العام للسعودي في الخارج خصوصاً مع وجود قناعة أن السعودي بئر نفط يمشي على الأرض , تلك القناعة التي لم تصل بموجب أخبار اقتصادية ولا سياسية وإنما وصل أغلبها من خلال الصور التي ينقلها سفراؤنا السواح إلى هناك .. فالسعودي حفظه الله ورعاه لديه النزعة الطبقية التي يمارسها مع مماثليه داخل البلد , فلا غرو أن تكون أبلغ وأظهر عندما يكون في بلد يرى نفسه فيها أعلى شأناً من حكامها .. ليس لشيء سوى لأنه [ سعودي غيره ينقص وهو يزودي ] وربما رأى سبب الزيادة ذلك البترول [ السايب ] الذي لايتحصل على فائدة فعلية من علو أسعاره وانخفاضها .. فتعامل معه مستضيفيه على هذا الأساس وتعلموا عليه السرقة ..!
لا أحبذ فكرة المؤامرة وأن الشعب السعودي مستهدف مغرر به فيما يتعلق بالقضايا الأخلاقية والغزو الفكري والإعلامي وغيره .. لأن تلك ليست مشكلة المتآمرين وإنما مشكلة المجتمع الذي نمى دونما بنية ثقافية ودونما ثوابت .. أما استهدافه في الخارج وكونه عرضة للاعتداءات فتلك أؤمن بها يقيناً لأنه يبدو هناك غالباً مزهواً بسعوديته بشكل متبجح فالذي لن يستهدفه لسرقة , سيفعل من مبدأ " تكسير الراس " ..!
الثقافة السعودية في الخارج بحاجة إلى تهذيب .. إلى تواضع .. إلى احترام للآخر .. وهي إلى ذلك في الداخل أحوج , لأن عدم احترام الآخر داخل البلد سبب لكثير من المشكلات العنصرية والطبقية وحتى الثقافية.. نحتاج إلى التعامل وفق ما يمليه عليه الدين " عامل الناس كما تحب أن يعاملوك " وليس وفق ما تمليه علينا الفزعة والأغاني " غيرك ينقص وأنت تزودي " ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق