الثلاثاء، 3 مايو 2011

[ لاعزة .. ولاعزاء ]


2 مايو .. حدثٌ هز العالم , وخبرٌ ضرب بكل الأخبار دونه عرض الحائط .. تسيد الشاشات واحتلّ نشرات الأخبار ليكون البث متواتراً حول مقتل أسامة بن لادن , والمحللون والمتابعون في كل مكان بين مصدق للخبر ومفند له .. بين فرحة أمريكية شعبية عارمة تتقاسمها مع الكثير من المسلمين لمقتل من يعتقدون أنه المسؤول الأول عن الإرهاب وبين حزن ولاعزاء لرحيل رجلٍ هزّ عرش أمريكا .. بل إن الحزن عليه ماكان وماينبغي له لولا الرعب الذي دسه في قلب القوة العظمى ..!
رحمه الله على أي حال , فهو مسلم أفضى إلى ماقدم ( في حال كان خبر مقتله صحيحاً ) .. المؤسف في الحدث كله أن نجد مسلمين فرحين به , مستبشرين ومهنئين بمقتله .. وأسبابهم في ذلك كثيرة وبصرف النظر عن منطقية تلك الأسباب , فلنتحدث من منطلق إنساني بحت بعيداً عن
 كل القوميات التي تحرك ألسنتنا , فهل تبرر الإنسانية هذه الفرحة غير المبررة ؟ حتى لو كان لنا حبيب قتل بسبب هذا الرجل .. ثمة إنسانية تحتم احترام مشاعر الآخر لمَ تغيب الآن ؟ حتى لو كان مسؤولاً عن قتل الأبرياء وترويع الآمنين وكأن ليس في العالم العربي والإسلامي أبرياء يقتلون أو آمنين يراعون .. حتى لو فعل ذلك هناك إنسانية يجب أن تُحتَرم ومشاعر حُقّ لها أن تُصان , لو لم يكن الأمر كذلك ماشرعَ الله العفو عند المقدرة .. ثم إن في مقتل أسامة بهذه الطريقة التي يروجون لها من صور مشوهة وأخبار عن إلقاء جثته في البحر مايؤسف .. أفي ذلك من عزة يامسلمين ؟! لم نفق بعد من الذلة التي ألحقوها بالمسلمين عند إعدام صدام حسين صبيحة عيد الأضحى , وهانحن الآن نصبح على ذلة جديدة يصفق لها المسلمون أكثر من غيرهم .. المسلمون الذين خولوا أنفسهم للحساب فأرسلوه كما أرسلوا صدام حسين وغازي القصيبي وغيرهم إلى مزابل التاريخ وأسكنوهم بعد ذلك في جهنم .. في حين يصرح بابا الفاتيكان بأن " حساب بن لادن عند ربه " في كلمة لم تبدُ منها ملامح فرح أو " شماتة " ..!
*
لاعزة لنا في فرحة بمقتل ابن لادن .. ولاعزاء في إنسانيتنا الراحلة 

هناك 3 تعليقات:

  1. الغريب تصوير ابن لادن على انه الوحيد الذي يقتل الابرياء ونسوا ان من قتل الاف الابرياء واكثر بكثير من ماقتله اسامه هم انفسهم من قتل اسامه ..
    قصه مقتل اسامه تذكرني بحركات جمس بوند .. رحم الله كل مسلم ومسلمه

    ردحذف
  2. للأسف غاليتي ،
    اكثر بلاء يواجهه المسلمون في هذا الزمن يكون غالبا من صنع ايديهم ،،

    فأصبح الكثيرون منهم في البطاقة والهوية مسلمون لكنهم في واقع الحياة بعيدون عن تطبيقه يماثلون اعمال امريكا وغيرها ،،

    رحمك الله يا شيخنا اسامة وكل مجاهد مسلم على وجه الارض


    ولاحرمنا قلمك حبيبتي فاطمة

    ردحذف
  3. للأسف فاطمة .. حتى هذه اللحظة لم أبكي ولم أهدأ .. لا أدري أنا في أي صف
    ربما أحتاج " نواحة" تفجر قلبي .. أحياناً نتعب من الحياد

    ردحذف