السبت، 20 فبراير 2010

[ ألوان ]

يفترض بالانطباع الأول أن لا يعطي حكماً نهائياً على الأشياء ولكنه لدى البعض الوسيلة الوحيدة لمعرفة وتحليل كل شيء قبل الخوض فيه , فلا مجال للمغامرة في أمر أجزم بسوداويته وإن كان ذلك السواد ما هو إلا ظلُ لشمس .. وفي الوقت ذاته فإن خيطاً رفيعاً من نور كفيل بالهداية إلى الشمس رغم أن احتمالات تلاشي هذا الخيط تتضاعف أمام فرص انتهائه إلى مصدر ..!



لأجل ذلك يلقي الكثير بالمسئولية على هذا الانطباع وإن لم يأمنوا مكره , فهو ليس مجرد فرشاة تلون بها صفحة الحياة .. وإنما هو العين الثاقبة التي تختار اللون المناسب لها, ومع صعوبة مناقشة خطأ هذه النظرية مع مؤمن بها .. إلا أن ذلك لا يمنع من ضرورة بيان مكامن الخلل فيها بل واقتراح ما يمكن به معالجتها .. فمن خضب كفوف حياته بالسواد سيخشى مس كل ما يقترب منه وإن كان مكللاً بالبياض ظاهراً وباطنا .. فهو اتخذ من الخضاب حائلاً , متجاهلاً أنه إلى يباسٍ متجهاً نحو الفناء .. فلا هو الذي كسب خلود خضابه ولا الاستمتاع بالنور .. وهو الذي كان يحتاج إلى وعي بكنه الأمر وماهيته قبل الحكم عليه والاختباء والاحتماء منه , بالإضافة إلى احتياج آخر ينتفي بتحقق الوعي السابق ,وهو ترجيح الكفة الحسنة مع الإبقاء على بعض حذر ..!


ومن منطلق تضاد الليل والنهار .. فإن لأولئك القابعون في الظل أضدادُ يرون الكون كله صبحاً يرفل بالنور تدفعهم تلك الرؤية إلى نبذ الروية , فلا يرون الغيم الذي قد يقلب النور عتمة ولا يلمحون مساحات الظل العامرة بالدفء وهي ربما تمثلت لتوشوش باقتراب ما هو أسوأ / أسود ..!


قد يقف البعض بعد ذلك مشدوهاً حائراً لا يهتدي إلى سبيل في بعض أمره , لنضع أمامه قاعدة بأن لا مُلكَ للون الأسود , ولا سيادة للأبيض .. الحياة عامرة بالألوان وبوصلتك , وجهها ناحية التفاصيل ..!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق